النفط الخام يستعد لتحقيق مكاسب أسبوعية رغم التحديات المتزايدة في الإمدادات

استقرت أسعار النفط يوم الجمعة، وكانت في طريقها لتحقيق أول مكسب أسبوعي منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني مع تعزيز المخاوف بشأن العرض للمعنويات.

وقال أرسلان علي، محلل المشتقات المالية في إف إكس إمباير، في مذكرة، إن الزخم الصعودي “كان مدعوما بمخاوف انقطاع الإمدادات الناجمة عن التوترات الجيوسياسية وتشديد العقوبات”.

على مدار الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 4%. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الآمال في تعافي الطلب من الصين في تعزيز المشاعر الصعودية.

وفي وقت كتابة هذا التقرير، بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط 70.17 دولاراً، بارتفاع 0.2%، في حين ارتفع خام برنت بنسبة 0.1% إلى 73.50 دولاراً للبرميل.

مخاطر العقوبات

وارتفعت أسعار النفط بعد تقارير زعمت في وقت سابق من هذا الأسبوع أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يدرس فرض عقوبات إضافية على روسيا، بما في ذلك استهداف النفط وأسطول ناقلات النفط.

وقالت إن ضعف سوق النفط يوفر فرصا لفرض المزيد من العقوبات على موسكو، ووقف جهودها في الحرب ضد أوكرانيا.

وقال المحللون في مجموعة آي إن جي في مذكرة:

ومع ذلك، في حين أنهم قد يرغبون في استهداف بعض أحجام صادرات النفط الروسية، فإنهم لا يرغبون في قطع الجزء الأكبر من هذه التدفقات لأن هذا من شأنه أن يدفع السوق إلى عجز عميق، مما يدفع الأسعار إلى الارتفاع بشكل كبير.

وتظل روسيا خاضعة لعقوبات شديدة من القوى الغربية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا.

ومع ذلك، فقد تم تحويل صادراتها النفطية منذ ذلك الحين إلى دول في آسيا، حيث تستحوذ الهند على معظم براميل النفط.

وذكرت وكالة رويترز يوم الخميس أن شركة روسنفت الروسية وشركة ريلاينس الهندية الخاصة للتكرير أبرمتا أكبر صفقة في مجال الطاقة بين البلدين لتوريد نحو 500 ألف برميل يوميا من النفط على مدى السنوات العشر المقبلة.

تفاؤل بشأن الطلب الصيني

وأظهرت بيانات من الصين أن واردات الخام ارتفعت في نوفمبر/تشرين الثاني، مما أثار الآمال في تعافي الطلب من أكبر مستورد في العالم.

وارتفعت الواردات للمرة الأولى منذ أبريل/نيسان من الشهر الماضي، في حين سجلت الأحجام أعلى مستوياتها منذ أغسطس/آب 2023.

في هذه الأثناء، قال المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني يوم الاثنين إن البلاد ستتبنى سياسة نقدية متساهلة، وهو ما زاد من التوقعات باتخاذ تدابير تحفيزية مستهدفة من شأنها تعزيز الأنشطة الاقتصادية.

اختتمت أعمال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي للصين يوم الخميس.

تعهدت الصين اليوم الخميس بزيادة عجز الميزانية وإصدار المزيد من الديون وتخفيف السياسة النقدية للحفاظ على معدل نمو اقتصادي مستقر بينما تستعد لمزيد من التوترات التجارية مع الولايات المتحدة مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

ومع ذلك، يتوقع الخبراء في فورتيكسا أن يكون الطلب على النفط الخام ضعيفا في العام المقبل أيضا.

وقالت إيما لي، الرئيس التنفيذي لشركة فورتيكسا، في مقابلة مع موقع إنفيز، إن نمو الطلب قد ينتعش اعتبارًا من النصف الثاني من عام 2025، ومع ذلك، لن يكون حول مستويات عام 2023.

العرض المتزايد

قالت وكالة الطاقة الدولية، الخميس، إن الطلب على النفط من المرجح أن يرتفع بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا في عام 2025 مقارنة بنمو قدره 840 ألف برميل يوميا هذا العام.

ومع ذلك، تتوقع الوكالة فائضاً في المعروض يبلغ نحو مليون برميل يومياً حتى بعد تمديد منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لتخفيضات إنتاجها.

ومن المتوقع أن تؤثر التوقعات الهبوطية على المعنويات في المستقبل، ولا يرى الخبراء أن أسعار النفط سترتفع كثيرا عن مستوياتها الحالية ما لم يكن هناك تصعيد في التوترات الجيوسياسية.

وقالت وكالة الطاقة الدولية إنها تتوقع ارتفاع إمدادات النفط الخام من دول مثل الولايات المتحدة وغويانا والبرازيل وكندا والأرجنتين بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا العام المقبل.

ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي المعروض من النفط الخام بمقدار 1.9 مليون برميل يوميا العام المقبل، وهو ما يفوق بشكل كبير تقديرات نمو الطلب.

في هذه الأثناء، تتوقع السوق أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه للسياسة النقدية الأسبوع المقبل.