الذهب يكافح تحت وطأة قوة الدولار؛ ومن غير المرجح أن يرتفع في 2025

تراجعت أسعار الذهب مرة أخرى عن مكاسبها لتهبط إلى منطقة الهبوط يوم الجمعة لليوم الثاني على التوالي وسط قوة الدولار وارتفاع عائدات سندات الخزانة.

ارتفع الدولار يوم الجمعة، بدعم من ارتفاع عوائد سندات الخزانة على خلفية ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة.

وقال جييرمو ألكالا، المحلل في إف إكس ستريت، في تقرير: “تظهر البيانات الأمريكية الأخيرة اقتصادًا أمريكيًا مرنًا مع ارتفاع التضخم. ومن المتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها دونالد ترامب على الواردات وتقييد الهجرة إلى رفع أسعار المستهلك، مما يجبر بنك الاحتياطي الفيدرالي على التعامل بحذر مع التيسير النقدي العام المقبل”.

في وقت كتابة هذا التقرير، بلغ عقد الذهب لشهر فبراير على بورصة COMEX 2,691.26 دولار للأوقية، بانخفاض 0.7% عن الإغلاق السابق.

ومع ذلك، لا يزال الذهب على استعداد لإنهاء الأسبوع بمكاسب متواضعة مع تزايد الطلب على الملاذ الآمن بسبب التوترات الجيوسياسية.

التركيز على سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي

سيتجه المستثمرون نحو اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل.

وبحسب أداة CME FedWatch، فإن المتداولين يتوقعون احتمالية بنسبة 96.7% لقيام البنك المركزي الأميركي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل.

ومع ذلك، فإن السوق تشعر بالقلق إزاء دورة خفض أسعار الفائدة التي قد يلجأ إليها بنك الاحتياطي الفيدرالي العام المقبل، في ظل ثبات التضخم في الولايات المتحدة. وعلاوة على ذلك، كان سوق العمل مرناً أيضاً.

وقد ساهم هذا في دعم الدولار، الذي كان له تأثير سلبي على سعر المعدن النفيس.

ويؤدي ارتفاع قيمة الدولار إلى جعل السلع الأساسية مثل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين في الخارج، مما يحد من الطلب.

وقال الكالا:

وقد قدمت حالة عدم اليقين في الشرق الأوسط الدعم للسلعة الملاذ الآمن، لكن الزخم الإيجابي تلاشى مع هدوء الأسواق وتحول التركيز إلى الاقتصاد الأمريكي.

من غير المرجح أن يستمر ارتفاع الذهب الأخير

خلال الأسبوعين الماضيين، تعافت أسعار الذهب لتتداول فوق مستوى 2650 دولارا للأوقية.

وارتفعت الأسعار إلى أعلى مستوى في نحو شهر عند 2761.30 دولار للأوقية يوم الخميس بسبب توقعات بخفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، وتصاعد التوترات الجيوسياسية.

ومع ذلك، فإن قوة الدولار والتباطؤ المحتمل لدورة خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي في عام 2025 لا يبشر بالخير بالنسبة للذهب.

ويتوقع الخبراء خفض أسعار الفائدة مرتين فقط من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي العام المقبل، واحدة في مارس/آذار والأخرى في يونيو/حزيران.

وبحسب كوميرز بنك إيه جي، فإن خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الأسبوع المقبل تم احتسابه بالفعل.

وقال كارستن فريتش، محلل السلع الأساسية في كوميرز بنك إيه جي، في تقرير: “لا يمكن الاستشهاد إلا بالأخبار التي تفيد بأن البنك المركزي الصيني اشترى كمية صغيرة من الذهب في نوفمبر/تشرين الثاني للمرة الأولى في سبعة أشهر كحجة”.

وقال فريتش إنه ليس من المستغرب أن تشهد أسعار الذهب تصحيحا يوم الخميس بسبب قوة الدولار وارتفاع العائدات.

وقال فريتش “عند مستوى 2700 دولار للأوقية، يبدو أن الذهب بدأ يفقد قوته”، مضيفا أنه لا يتوقع أن يستمر الارتفاع الأخير في العام المقبل.