الذهب على وشك تكبد المزيد من الخسائر مع ارتفاع الدولار وترامب 2.0 يثيران مخاوف السوق

واصلت أسعار الذهب انخفاضها يوم الثلاثاء مع تأثير قوة الدولار على معنويات المستثمرين.

ويجعل ارتفاع قيمة الدولار السلع الأساسية المسعرة بالعملة الأميركية أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين في الخارج، مما يحد من الطلب.

كما تعرض الذهب لمزيد من الضغوط بسبب تخفيف حالة عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة، وهو ما غذى ارتفاع أسعار المعدن الأصفر في الأسابيع الأخيرة.

قال خبراء إن التصورات بأن السياسات الاقتصادية للرئيس المنتخب دونالد ترامب ستكون إيجابية للدولار كانت تغذي الاتجاه الصعودي للعملة الأمريكية.

واقترح ترامب زيادة الرسوم الجمركية على جميع السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة، وخاصة من الصين.

ومن المرجح أن يؤدي هذا إلى زيادة الأسعار والتضخم.

وقال خواكين مونفورت، المحرر في إف إكس ستريت، في تقرير: “على الرغم من أن هذا وحده ليس إيجابيا للدولار الأمريكي، إلا أنه سيجعل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يبطئ المعدل الذي يخفض به أسعار الفائدة”.

“إن أسعار الفائدة المرتفعة نسبيا تجذب المزيد من تدفقات رأس المال الأجنبي، وهو ما يؤثر إيجابيا على الدولار الأمريكي.

وقال مونفورت “إن ميل ترامب إلى خفض الضرائب من المرجح أيضًا أن يؤدي إلى تأجيج التضخم بشكل أكبر، مما يؤدي إلى تفاقم التأثير”.

في وقت كتابة هذا التقرير، بلغ عقد الذهب لشهر ديسمبر على بورصة COMEX 2,614.65 دولار للأوقية، بانخفاض 0.1% عن الإغلاق السابق.

هبطت الأسعار إلى أدنى مستوى لها في أكثر من شهر عند 2609.65 دولار للأوقية في وقت سابق من اليوم.

المنافسة من البيتكوين

ومن المرجح أن تؤثر المنافسة من جانب البيتكوين على أسعار الذهب.

سجلت عملة البيتكوين أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الاثنين، متجاوزة 84 ألف دولار بسبب التوقعات بأن ترامب قد يخفف القواعد التي تحكم العملات المشفرة.

وقد تبدو الأسهم جذابة في البداية أيضًا إذا قام ترامب بخفض ضريبة الشركات وتخفيف القيود التنظيمية.

وبحسب الخبراء، من المرجح أن تعاني أسعار الذهب نتيجة لجوء مديري المحافظ الاستثمارية إلى هذه الأصول الأكثر خطورة.

وقال موقع “اف اكس ستريت دوت كوم” في تقرير له: “إن التصور بأن ترامب سيكون قادرا على إنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا، والتي تفاخر بأنه قادر على تسويتها “في يوم واحد – 24 ساعة”، قد يقلل أيضا من تدفقات الملاذ الآمن إلى الذهب”.

التركيز على بيانات مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة

ومن المرجح أن يتلقى المستثمرون المزيد من الإشارات من بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي المقرر صدورها في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وسوف يتطلع التجار إلى معرفة ما إذا كان التضخم في الولايات المتحدة يتباطأ بما يتماشى مع توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي.

وتشير التصريحات الأخيرة لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أن البنك المركزي سيكون أقل ميلا إلى أن يكون عدوانيًا في خفض أسعار الفائدة.

وقال أيضا إن تخفيف السياسة النقدية سينتهي قبل الموعد المتوقع.

ومن المتوقع أن تؤدي هذه العوامل إلى إبقاء جاذبية الذهب كملاذ آمن ضعيفة.

خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه الأخير للسياسة النقدية الأسبوع الماضي.

وجاء القرار متوافقا مع توقعات السوق.

وبحسب أداة CME FedWatch، فإن المتداولين وضعوا في الحسبان احتمالية بنسبة 66.9% لقيام البنك المركزي الأميركي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أخرى في اجتماع ديسمبر/كانون الأول.

التوقعات الفنية لسعر الذهب

الذهب يشهد حاليا اتجاها هبوطيا قصير المدى حيث استأنف المتداولون عمليات البيع من الأسبوع الماضي.

قال خبراء في Fxstreet.com إن انخفاض الأسعار إلى ما دون مستوى 2600 دولار للأوقية من شأنه أن يسرع من الانخفاض نحو 2540 دولار للأوقية.

سعر الذهب ليس مبالغا في بيعه وفقا لمؤشر القوة النسبية (RSI)، لذا فإن المزيد من الانخفاض ممكن، وفقا لمونفورت.

وأضاف مونتفورت:

يظل المعدن النفيس في اتجاه تصاعدي على المدى المتوسط والطويل، مع وجود خطر مادي لانعكاس الاتجاه إلى الأعلى بما يتماشى مع دورات الصعود الأوسع هذه في وقت ما.

على الجانب الآخر، يمثل مستوى 2632-2635 دولاراً للأوقية مستوى المقاومة الجديد لأسعار الذهب في بورصة كومكس. وإذا اخترقت الأسعار هذا المستوى، فقد يرتفع المعدن الأصفر نحو مستوى 2659-2660 دولاراً للأوقية.

المعادن الثمينة الأخرى

ومن بين المعادن الثمينة الأخرى، انخفضت أسعار الفضة والبلاديوم بشكل حاد عن مستوياتها المرتفعة الأخيرة.

وانخفضت أسعار الفضة في بورصة كومكس إلى ما دون المستوى الحاسم عند 31 دولارا للأوقية، في حين هبطت العقود الآجلة للبلاديوم في بورصة نيويورك التجارية إلى ما دون 1000 دولار للأوقية.

وقبل ذلك، ارتفعت أسعار هذه المعادن الثمينة، التي تستخدم بشكل رئيسي في الصناعة، بسبب التوقعات الاقتصادية المشرقة في الصين.

وقال كارستن فريتش، محلل السلع الأساسية في كوميرزبنك إيه جي، في تقرير: “في عهد ترامب، قد تؤدي التعريفات الجمركية الجديدة إلى إعاقة التجارة الخارجية وبالتالي تؤثر سلباً على النمو والطلب على هذه المعادن الثمينة الثلاثة”.

وبما أن الفضة تلعب دوراً رئيسياً في إزالة الكربون من الاقتصاد، فإن تباطؤ هذه العملية في عهد ترامب قد يؤدي إلى تقليص الطلب على المعدن. والفضة عنصر في الخلايا الكهروضوئية، التي تستخدم في المركبات الكهربائية.

وقال فريتش:

ومن ناحية أخرى، قد يستفيد البلاتين والبلاديوم من هذا، حيث يتم استخدامهما في المحولات الحفازة للسيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي. وعلى الأقل في الولايات المتحدة، لا يُتوقع حدوث أي تحول كبير في استخدام محركات الاحتراق في السنوات القادمة.

وفي وقت كتابة هذا التقرير، انخفض سعر الفضة في بورصة كومكس بنسبة 0.7% إلى 30.40 دولار للأوقية، في حين بلغت العقود الآجلة للبلاديوم في بورصة نيويورك التجارية 969.78 دولار للأوقية، بانخفاض 1.4%.