الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورجان: الجغرافيا السياسية أكثر أهمية من أسعار الفائدة في اليابان والولايات المتحدة

قال الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورجان تشيس جيمي ديمون في مقابلة إن العوامل الجيوسياسية تشكل حاليا أعلى مستوى من المخاطر وهي أكثر أهمية للبشرية من أسعار الفائدة في اليابان والولايات المتحدة.

وفي حديثه لصحيفة “ذا إيكونوميك تايمز”، أعرب ديمون عن مخاوفه بشأن تفاقم وضع الصراع في أوكرانيا مع هجمات الحوثيين على السفن الأمريكية من بين حوادث أخرى تشكل أيضًا خطرًا كبيرًا.

وفي رده على سؤال حول تحرك الولايات المتحدة واليابان في اتجاهين متعاكسين بشأن أسعار الفائدة، وتجارة الفائدة على الين، وما إذا كان الأسوأ قد انتهى ، قال ديمون:

أعتقد أن الكثير من هذه التجارة قد تم حلها. لقد نجحت لفترة طويلة جدًا، ومن الواضح أنها لن تنجح إذا ارتفعت أسعار الفائدة في اليابان. لا أستطيع أن أصف ذلك بالمخاطرة، أعتقد أن المخاطر الحقيقية التي أتعامل معها الآن هي الأمور الجيوسياسية. وهذا يقزم كل الأشياء الأخرى. وفي رأيي، فإن الجغرافيا السياسية أكثر أهمية للبشرية من أسعار الفائدة في اليابان والولايات المتحدة.

حول أوكرانيا وهجمات الحوثيين وإمدادات النفط

وقال ديمون “الوضع في أوكرانيا أصبح أسوأ. الصواريخ والقصف يزدادان سوءا. إيران، هجمات الحوثيين على السفن الأميركية في البحر الأحمر. هذه مواقف خطيرة للغاية”.

وفي رده على سؤال حول انخفاض أسعار النفط على الرغم من الوضع الجيوسياسي ، قال ديمون إن هناك فائضاً في المعروض من السلع اليوم، ولكن من المرجح أن يكون هناك نقص في المعروض بعد عام أو عامين.

تتحدد أسعار النفط والغاز وفقًا للعرض والطلب. كما أنها تشمل المشاعر والمخزون. لذا، إذا جمعنا كل هذا معًا، فسوف نجد أن العرض اليوم فائض. واضطرت أوروبا إلى تغيير تدفقاتها بسبب أوكرانيا.

وقال إن هذا كان درسًا رائعًا عندما تحدثنا عن أهمية الطاقة الآمنة والمضمونة والموثوقة وبأسعار معقولة.

وقال “إذا نظرت إلى الطريق، فمن المحتمل أن يكون هناك نقص في المعروض من النفط. وربما يستغرق الأمر سنة أو سنتين”.

حول الحديث عن الركود في الولايات المتحدة وأوروبا والتباطؤ في الصين

وقال ديمون إنه من الممكن للصين أن تتعافى وتنهض من حالة التباطؤ التي تشهدها.

ومع ذلك، أعرب عن ثقته في الهند وأميركا.

وقال ديمون:

من الواضح أن الصين تباطأت. ولكن هل ستتعافى وتنتعش؟ ربما. ولكن الهند تبلي بلاءً حسناً. وأميركا تواصل أداءها الجيد. ولم نشهد شيئاً من هذا القبيل منذ عامين. ولم أر قط أشخاصاً يختارون نقاط التحول في الاقتصاد بدقة.

وفي تأكيده على تعقيدات الاقتصاد، أضاف ديمون:

“إن الاقتصاد عبارة عن وحش ضخم ومعقد ومتعدد الأوجه. على سبيل المثال، تقوم شركة جي بي مورجان بتحريك 10 تريليون دولار يوميًا.

“المستثمرون يتخذون القرارات، كل يوم يذهب الناس إلى العمل، ويرسلون الأطفال إلى المدارس، ويشترون الطعام – وهذا ما يحرك الاقتصادات”.

حول أداء الهند وطموحها في أن تصبح اقتصادًا بقيمة 7 تريليون دولار

واعترف ديمون بأن أداء الهند كان أفضل من أداء معظم (الدول).

وقال “أعتقد أنكم هنا قمتم بعمل رائع في هذا الصدد”.

كما ذكر نظام “أدهار”، والحسابات المصرفية، وإصلاحات ضريبة السلع والخدمات، وتطوير البنية التحتية الوطنية، والحد من القيود التنظيمية كعوامل رئيسية لتعزيز البلاد ومساعدة السكان ذوي الدخل المنخفض، بالإضافة إلى الأثرياء.

وعندما سئل عن رأيه في طموح الهند في أن تصبح اقتصادا بقيمة 7 تريليونات دولار فيما يتصل بالأسواق المالية في البلاد، قال ديمون إن احتمالات حدوث نفس الأمر “مشرقة للغاية”.

ولكي أتمكن من إلقاء نظرة على الأمر، فقد قمت بأولى زياراتي للهند في عام 2005. وكنت قد توليت للتو منصب الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورجان. وذهبت إلى مبنى صغير في الحي المالي القديم. وأعتقد أننا أجرينا أبحاثاً عن 15 أو 20 شركة. واليوم، نجري أبحاثاً عن ما يقرب من 140 شركة، وهو ما يساعد في تثقيف العالم بشأن الشركات الهندية.

وسلط الضوء على كيفية قيام جي بي مورجان تشيس بتمويل 850 شركة متعددة الجنسيات في الهند ولديه ما يقرب من 55 ألف شخص في المركز المؤسسي لدعم العمليات والتكنولوجيا العالمية.

وقال “إنها الهندسة والسيبرانية والتكنولوجيا والبيانات والذكاء الاصطناعي. نحن نبني أنظمة دفع قوية هنا للعملاء. وكل هذه الأشياء التي تقومون بها ستجعلكم تنمون أكثر. وهذا أمر قابل للتحقيق. وتحتاجون إلى قيادة قوية، كما فعلتم مع رئيس الوزراء مودي”، متجاهلاً تأثير الأغلبية المنخفضة للحزب الحاكم في الحكومة على الطريقة التي يرى بها الهند.

“إن الحكومة والديمقراطية على هذا النحو، أليس كذلك؟ لذا فإن أي ديمقراطية تعمل في ظلها، عليك أن تفهم أنها قد تتحرك قليلاً، مثل الديمقراطية الأمريكية”، كما قال.