
الزمن يتغير: كيف يستعد العالم لرئاسة أخرى لترامب
- تحالف أوروبي يخطط لإرسال 40 ألف جندي إلى أوكرانيا في ظل توقف الدعم الأميركي.
- تسعى السعودية إلى الابتعاد عن الولايات المتحدة من خلال تعميق العلاقات مع الصين وإيران.
- إسرائيل تشير إلى تحولات كبيرة في سياستها مع خططها المحتملة لضم الضفة الغربية.
كما هو الحال مع نبوءة بوب ديلان “الأوقات تتغير” ، يواجه المشهد السياسي العالمي تحولاً زلزالياً مع استعداد دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2025، مما سيؤدي إلى موجة غير مسبوقة من إعادة التموضع الدبلوماسي في جميع أنحاء العالم.
صدرت أغنية ديلان لأول مرة عام 1964، وظهرت خلال فترة من الاضطرابات الاجتماعية، ونضالات الحقوق المدنية، والحركات المناهضة للمؤسسة – وهي الفترة التي اصطدم فيها الحرس القديم مع الرؤى الجديدة للمستقبل.
واليوم، تتردد أصداء كلمات أغاني ديلان في الوقت الذي تحدد فيه التغيرات السياسية، وعدم اليقين الاقتصادي، والتحالفات العالمية المتغيرة العصر الحديث.
وكما حث ديلان أعضاء مجلس الشيوخ والنواب على “الاستجابة للنداء”، يواجه زعماء اليوم تصاعد الشعبوية، والتوترات الجيوسياسية، والمطالبة العامة بالتغيير النظامي.
في المكتب البيضاوي، القلب النابض للعالم الحر، يتنافس ترامب مع كل عنصر من عناصر النظام الدولي الليبرالي ــ التجارة، والتحالفات، والهجرة، والتعددية، والتضامن الديمقراطي، وحقوق الإنسان.
إن الدول تعمل على إعادة معايرة سياساتها لتتماشى مع الاستراتيجيات الأميركية أو موازنة هذه الاستراتيجيات، وهو ما يعكس تأكيد ديلان الخالد بأن “العجلة لا تزال تدور”.
وحتى ترامب نفسه اعترف بطبيعة هذه التطورات غير المسبوقة، حيث اعترف مؤخرا في باريس بأن “العالم يبدو وكأنه يصاب بقليل من الجنون الآن”.
الحلفاء الأوروبيون يخططون لتشكيل قوة حفظ سلام قوامها 40 ألف جندي وسط حالة من عدم اليقين
Copy link to sectionفيما قد يثبت أنه إعادة هيكلة الأمن الأوروبي الأكثر أهمية منذ تشكيل حلف شمال الأطلسي، تعمل القوى الأوروبية بهدوء على تطوير خطط لتشكيل قوة حفظ سلام قوامها 40 ألف جندي في أوكرانيا.
وتمثل هذه المبادرة، التي تقودها بولندا وألمانيا وفرنسا، أول محاولة جادة لإنشاء إطار أمني أوروبي مستقل عن القيادة الأميركية.
وتتضمن الخطة، المستوحاة من تقسيم كوريا بعد الحرب، نشر قوات على طول خط ترسيم الحدود المستقبلي في أوكرانيا.
ومن بين المهندسين الرئيسيين لهذه المبادرة الأمنية رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، والمستشار الألماني المحتمل فريدريش ميرز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذين اجتمعوا بشكل خاص لتنسيق هذه المبادرة الأمنية غير المسبوقة.
لقد عبر مارك روته، رئيس منظمة حلف شمال الأطلسي الجديد، عن النهج البراجماتي الذي يتبناه الزعماء الأوروبيون عندما قال:
يتعين علينا أن نرقص مع أي شخص على حلبة الرقص.
ويعكس هذا الشعور التوازن الدقيق الذي يتعين على القادة الأوروبيين تحقيقه بين الحفاظ على العلاقات عبر الأطلسي وتطوير قدرات أمنية مستقلة.
فجوة المساعدات العسكرية تكشف عن اعتماد بنسبة 45% على معدات من خارج الاتحاد الأوروبي
Copy link to sectionلقد خضعت الاستعدادات العسكرية للاتحاد الأوروبي لتدقيق مكثف، حيث كشف رئيس الخدمة الخارجية بالاتحاد الأوروبي المنتهية ولايته جوزيب بوريل عن إحصائيات مثيرة للقلق حول القدرات الدفاعية للاتحاد.
وبحسب بوريل، فإن 45% من المعدات العسكرية التي قدمتها دول الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا جاءت من خارج الاتحاد، مما يسلط الضوء على الاعتماد الكبير على الموردين الخارجيين.
وقال بوريل في تقييم صريح للوضع: “كنت أتوسل للحصول على الأسلحة”.
وأشار إلى أنه في حين تحافظ روسيا على معدل إطلاق نار يبلغ 800 ألف طلقة شهريا، فإن العمليات البيروقراطية في الاتحاد الأوروبي معقدة للغاية لدرجة أن الأمر استغرق ثلاثة أشهر فقط لطلب مليون طلقة من الذخيرة.
وقد أثار هذا التفاوت تساؤلات خطيرة حول قدرة أوروبا على دعم أوكرانيا بشكل مستقل عن المساعدات الأميركية.
إعادة تنظيم الشرق الأوسط يجعل المملكة العربية السعودية تسعى إلى زيادة التجارة مع الصين بنسبة 60٪
Copy link to sectionويشهد الشرق الأوسط إعادة تنظيم دراماتيكية للتحالفات التقليدية، حيث تقود المملكة العربية السعودية تحولاً استراتيجياً بعيداً عن الاعتماد الحصري على الضمانات الأمنية الأميركية.
وعززت المملكة ارتباطها مع الصين بشكل كبير، حيث تستهدف زيادة التجارة الثنائية بنسبة 60%، في حين تسعى في الوقت نفسه إلى التطبيع مع إيران.
يشكل وصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للأفعال الإسرائيلية في غزة بأنها “إبادة جماعية” انحرافًا كبيرًا عن التحسن الأخير في علاقات المملكة مع إسرائيل.
وأكد دبلوماسيون سعوديون بشكل صريح أن التطبيع مع إسرائيل “غير وارد في غياب مسار واضح لإقامة الدولة الفلسطينية”، مما أدى فعليا إلى توقف توسيع اتفاقيات إبراهيم.
إسرائيل تشير إلى تحول كبير في سياستها مع خطط ضم الضفة الغربية
Copy link to sectionوقد تردد صدى تداعيات فوز ترامب بقوة في إسرائيل، حيث أعلن عضو مجلس الوزراء بتسلئيل سموتريتش إعلانا مذهلا بأن “عام 2025 سيكون عام السيادة الإسرائيلية في يهودا والسامرة”.
ويشير هذا الإعلان، الذي يأتي بعد أسبوع من صدور نتائج الانتخابات الأميركية، إلى خطط محتملة لضم الضفة الغربية والتي كانت تعتبر في السابق مستحيلة دبلوماسيا.
ويأتي توقيت هذا الإعلان في غاية الأهمية لأنه يتزامن مع ادعاءات نتنياهو بأنه أجرى ثلاث محادثات بعد الانتخابات مع ترامب، قال خلالها إنهما “يتفقان بشأن التهديد الإيراني بكل مكوناته”.
وقد أثار هذا التوافق في المواقف القيادية الإسرائيلية والأمريكية قلقا عميقا بين دول الخليج ويهدد بمزيد من تعقيد الجهود الدبلوماسية الإقليمية.
الصين تتأهب للقيادة وسط تهديد التعريفات الجمركية الأميركية المقترحة بنسبة 50%
Copy link to sectionأطلقت بكين حملة دبلوماسية متطورة لتضع نفسها كقوة استقرار على النقيض من عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات الولايات المتحدة في عهد ترامب.
وعلى الرغم من مواجهة تهديد فرض رسوم جمركية بنسبة 50%، تعمل الصين بنشاط على الترويج لنفسها باعتبارها شريكا موثوقا به ملتزما بالتجارة الحرة والطاقة الخضراء، وخاصة في أوروبا والجنوب العالمي.
أصبح الوضع أكثر تعقيدا مع تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100٪ على دول البريكس إذا حاولت استبدال الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية.
ومن المفارقات أن هذا الموقف العدواني عزز قدرة الصين على تقديم نفسها باعتبارها شريكاً اقتصادياً أكثر قابلية للتنبؤ، وخاصة بين الدول النامية التي تسعى إلى إيجاد بدائل للأنظمة المالية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة.
الدول الأوروبية تواجه خيارات استراتيجية مع تراجع الدعم لأوكرانيا
Copy link to sectionويواجه الزعماء الأوروبيون قرارات غير مسبوقة بشأن مستقبل أوكرانيا، في ظل احتمال تقلص الدعم الأميركي.
يمثل الاقتراح الأخير الذي قدمه فولوديمير زيلينسكي لخطة وقف إطلاق النار تحولا كبيرا في الاستراتيجية، مع التركيز على الوسائل الدبلوماسية بدلا من الوسائل العسكرية لاستعادة الأراضي المفقودة منذ عام 2014.
ويعكس هذا الاقتراح، إلى جانب طلب العضوية الفورية في حلف شمال الأطلسي للأراضي الأوكرانية المتبقية، حالة عدم اليقين المتزايدة بشأن استمرار الدعم الأميركي.
لكن قيادة حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك روته، رفضت هذا الاقتراح، بحجة أن روسيا والولايات المتحدة لن تقبلا عضوية أوكرانيا في الحلف في ظل الظروف الحالية.
ويسلط هذا الرفض الضوء على الحسابات المعقدة التي يتعين على القادة الأوروبيين إجراؤها عند موازنة دعمهم لأوكرانيا بمصالحهم الأمنية وعلاقتهم مع الولايات المتحدة.
قيود صناعة الدفاع تظهر عجزًا في الطاقة بنسبة 65%
Copy link to sectionكشفت القاعدة الصناعية الدفاعية الأوروبية عن نقاط ضعف حرجة، حيث أظهر تحليل بوريل وجود عجز بنسبة 65% في القدرة على تلبية المتطلبات العسكرية الحالية.
وقد أعاق هذا القيد الصناعي بشدة قدرة الاتحاد الأوروبي على دعم أوكرانيا عسكريا وأثار تساؤلات خطيرة حول قدرة أوروبا على العمل بشكل مستقل عن الدعم الأميركي.
ويزداد الوضع تعقيدا بسبب التأخيرات البيروقراطية والتحديات المتعلقة بالتنسيق بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
ويقدر خبراء الصناعة أن الأمر قد يستغرق ما بين 3 إلى 5 سنوات لتحقيق القدرة الإنتاجية اللازمة، حتى مع توافر الاستثمارات الكبيرة والإرادة السياسية.
ترامب يشير إلى إمكانية إجراء مفاوضات مع إيران وسط التوترات الإقليمية
Copy link to sectionوعلى الرغم من خطابه الصارم خلال حملته الانتخابية، فقد أشار ترامب إلى انفتاح مفاجئ على المفاوضات مع إيران، وكشف أنه كان مستعدًا لإبرام صفقة “في غضون أسبوع واحد بعد الانتخابات” لو فاز في عام 2020.
وقد أدى هذا الاقتراح بتبني نهج أكثر دقة في التعامل مع السياسة في الشرق الأوسط إلى خلق حالة من عدم اليقين والفرص في الدوائر الدبلوماسية الإقليمية.
وتكتسب إمكانية إجراء مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران أهمية خاصة في ضوء إعادة تنظيم الأوضاع الإقليمية الأوسع نطاقا التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
إن تطبيع المملكة العربية السعودية للعلاقات مع إيران والنفوذ المتزايد للصين في المنطقة يخلق بيئة دبلوماسية معقدة يمكن أن تسهل أو تعقد المحادثات المحتملة بين الولايات المتحدة وإيران.
التداعيات العالمية والسيناريوهات المستقبلية
Copy link to sectionويبدو أن رد فعل المجتمع الدولي على عودة ترامب يتمثل في خلق أنماط جديدة من التحالف والتعاون من شأنها أن تستمر بعد انتهاء رئاسته.
وتركز الدول الأوروبية بشكل خاص على تطوير قدراتها الأمنية المستقلة، في حين تسعى القوى في الشرق الأوسط إلى اتباع دبلوماسية متعددة الاتجاهات للتحوط ضد حالة عدم اليقين في السياسة الأميركية.
وتشير هذه التحولات إلى تغيير دائم محتمل في ديناميكيات القوة العالمية، مع سعي حلفاء الولايات المتحدة التقليديين إلى مزيد من الحكم الذاتي وأطر الشراكة البديلة.
وسوف يعتمد نجاح هذه المبادرات إلى حد كبير على تنفيذها خلال رئاسة ترامب وقدرتها على خلق ترتيبات أمنية واقتصادية بديلة مستدامة.
يقدم الأستاذ فواز جرجس من كلية لندن للعلوم الاقتصادية تقييمًا شاملاً للوضع:
“إن المملكة العربية السعودية، إحدى أهم القوى في الشرق الأوسط المعتمدة على الولايات المتحدة، تعمل على تموضع نفسها لإدارة ترامب من خلال تنويع سياستها الخارجية وتعميق علاقاتها مع الصين وتطبيع العلاقات مع إيران”.
الأيام الأولى لعودة ترامب ستكون حاسمة
Copy link to sectionوستكون الأشهر المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه التحركات التحضيرية سوف تتطور إلى تغييرات دائمة في النظام الدولي.
إن المبادرات الدفاعية الأوروبية، وإعادة تنظيم الدبلوماسية في الشرق الأوسط، ووضع الصين كشريك بديل مستقر، كلها ستواجه اختبارات عملية مع بدء رئاسة ترامب.
إن نجاح أو فشل هذه المبادرات المختلفة قد يحدد ما إذا كانت رئاسة ترامب تمثل اضطرابا مؤقتا في النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية أو تحولا دائما نحو بنية قوة عالمية جديدة.
وتزداد المخاطر بشكل خاص بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة التقليديين، الذين يتعين عليهم الموازنة بين علاقاتهم التاريخية مع أميركا والحاجة إلى تطوير قدرات مستقلة وشراكات بديلة.
تمت ترجمة هذا المقال من اللغة الإنجليزية بمساعدة أدوات الذكاء الاصطناعي، ثم تمت مراجعته وتحريره بواسطة مترجم محلي.
More industry news

