هل أصبح اقتصاد الحرب في روسيا على حافة الانهيار؟

Written by
Translated by
Written on Dec 5, 2024
Reading time 1 minutes
  • Russia’s ruble is weakening, inflation is soaring, and a shrinking workforce threatens economic stability.
  • Military spending drives short-term growth but strains key sectors like healthcare and education.
  • Demographic decline and regional inequalities are creating deeper social and economic fractures.

لقد كان اقتصاد الحرب في روسيا يشكل مفارقة منذ فترة طويلة.

لقد تمكنت إيران على مدى أكثر من عامين من الصمود في وجه العقوبات الغربية المكثفة، والجهود الحربية المكلفة، والعزلة الدولية.

ظاهريًا، يبدو الاقتصاد مرنًا، إذ إن أرقام النمو تتحدى توقعات الاقتصاديين.

ولكن تحت هذه العناوين الرئيسية، تتعمق الشقوق. فقد ارتفع معدل التضخم، وهبطت قيمة الروبل، وأصبحت سوق العمل مثقلة إلى أقصى حدودها.

هل تستطيع هذه الآلة الاقتصادية أن تستمر في العمل ، أم أنها متجهة نحو الانحدار؟

الروبل الروسي: عملة تتجه نحو الانحدار

Copy link to section

إن أحد أوضح الإشارات إلى المتاعب الاقتصادية هو هبوط قيمة الروبل. فقد بلغ مؤخرا 108 روبل مقابل الدولار، وهو أضعف مستوى له منذ الأيام الأولى للحرب في أوكرانيا.

وانخفض سعر الروبل بسبب العقوبات الأميركية الجديدة على بنك غازبروم، أحد آخر الروابط المتبقية لروسيا بالأسواق المالية الغربية.

على مدى سنوات، سهّل بنك غازبروم مدفوعات صادرات الطاقة، وهو مصدر حيوي للعملة الصعبة.

وتسببت العقوبات في تعطيل التجارة وإثارة المخاوف بين التجار والشركات.

Source: FT

ورداً على ذلك، أوقف البنك المركزي الروسي عمليات شراء العملات الأجنبية بهدف تثبيت قيمة الروبل. ورغم أن هذا التدخل قدم راحة مؤقتة، فإن القضايا الأساسية ظلت دون حل.

في ظل محدودية قدرتها على الوصول إلى الدولار واليورو، تعتمد روسيا بشكل متزايد على العملات البديلة مثل اليوان الصيني أو الروبية الهندية.

ورغم أن هذه “العملات الصديقة” تساعد، فإنها لا تستطيع أن تحل محل الدور الذي يلعبه الدولار في التجارة العالمية بالكامل. والآن أصبح تقلب الروبل بمثابة مقياس لهشاشة الاقتصاد.

التضخم: الضريبة الخفية على الروس

Copy link to section

التضخم يؤدي إلى تآكل القدرة الشرائية في جميع أنحاء روسيا.

وتشير التقديرات الرسمية إلى أن أسعار المستهلك ترتفع بنسبة 9.5%، لكن التقديرات المستقلة تشير إلى أن المعدل الحقيقي أعلى من ذلك بكثير.

تحكي السلع اليومية القصة الحقيقية: فقد ارتفعت أسعار البطاطس بنسبة 74% هذا العام، وارتفعت أسعار الزبدة بنسبة 25%.

إن هذه ليست مجرد إحصاءات اقتصادية ــ بل إنها حقائق يومية تعيشها الأسر الروسية. فقد بدأت المتاجر الكبرى في إغلاق محالها لتخزين الزبدة لمنع السرقة، وهو ما يشكل رمزاً صارخاً لليأس المتزايد.

تنبع مشكلة التضخم من عدة عوامل. فقد أدى الإنفاق في زمن الحرب إلى ضخ الأموال في الاقتصاد، الأمر الذي أدى إلى خلق فائض في الطلب.

وفي الوقت نفسه، أدت العقوبات إلى تعطيل سلاسل التوريد، مما جعل الواردات أكثر تكلفة.

ولمكافحة التضخم، رفع البنك المركزي أسعار الفائدة إلى 21%، لكن هذا لم يفعل الكثير لتهدئة الأسعار.

وتؤثر أسعار الفائدة المرتفعة أيضًا على الشركات من خلال زيادة تكاليف الاقتراض، مما يزيد من الضغوط على الاقتصاد.

الإنفاق العسكري سلاح ذو حدين بالنسبة لروسيا

Copy link to section

إن الإنفاق العسكري الروسي يشكل شريان حياة ومسؤولية في الوقت نفسه.

وفي عام 2025، من المتوقع أن يتجاوز الإنفاق الدفاعي 6% من الناتج المحلي الإجمالي، ليصل إلى 145 مليار دولار ــ وهو أعلى مستوى منذ الحرب الباردة.

ويساهم هذا الإنفاق في إبقاء الاقتصاد طافياً من خلال خلق فرص العمل وتعزيز الطلب.

تستمر المصانع في العمل على مدار الساعة لإنتاج الأسلحة، ويتلقى الجنود رواتب سخية.

وفي بعض المناطق، أدت هذه المدفوعات إلى تحويل الاقتصادات المحلية. على سبيل المثال، في بورياتيا، إحدى أفقر مناطق روسيا، تمول الدخول العسكرية بناء منازل وشركات جديدة.

ولكن هذا الدعم الاقتصادي يأتي بتكلفة باهظة. فالإنفاق العسكري يطغى على أولويات أخرى، مثل الرعاية الصحية والتعليم.

كما أن هذا الإنفاق من شأنه أن يغذي التضخم من خلال ضخ المزيد من الأموال في اقتصاد يعاني بالفعل من التضخم المفرط. ويحذر المحللون من أن هذا المستوى من الإنفاق غير قابل للاستمرار.

لقد استنفدت الحكومة بالفعل قدراً كبيراً من أموالها المخصصة للأيام العصيبة، وهي تعمل على زيادة الضرائب لتغطية العجز في الميزانية. وربما تساعد هذه التدابير في كسب الوقت، ولكنها لن تحل القضايا الأساسية.

سوق عمل شاغرة

Copy link to section

إن سوق العمل في روسيا تعاني من ضغوط هائلة. فقد بلغ معدل البطالة أدنى مستوياته على الإطلاق عند 2.3%، ولكن هذا يعكس نقصاً حاداً في العمالة، وليس اقتصاداً مزدهراً.

لقد تم تجنيد مئات الآلاف من العمال أو قتلوا في الحرب، وفرّ كثيرون آخرون من البلاد.

تحاول الحكومة توظيف بدلاء من خلال تقديم حوافز باهظة، بما في ذلك مكافآت التوقيع التي تصل إلى 25 ألف دولار. ومع ذلك، تكافح الشركات في جميع أنحاء البلاد للعثور على عمال.

ويؤدي هذا النقص إلى ارتفاع الأجور، التي من المتوقع أن ترتفع بنسبة 20% في العام المقبل. ورغم أن هذا يعود بالنفع على العمال في الأمد القريب، فإنه يؤدي إلى تفاقم التضخم ورفع التكاليف على الشركات.

إن العديد من الشركات، وخاصة في القطاعات غير العسكرية، معرضة لخطر الإفلاس. فقد بدأت بالفعل قطاعات الزراعة والنقل، على سبيل المثال، في الانكماش.

كلما طال أمد الحرب، أصبح من الصعب الحفاظ على هذا التوازن الهش.

حرب أهلية موازية؟

Copy link to section

لقد أدت الحرب في أوكرانيا إلى إطلاق العنان لأزمة ديموغرافية في روسيا، مما أدى إلى تسريع عملية الانحدار الديموغرافي التي كانت جارية بالفعل.

انخفضت معدلات المواليد إلى أدنى مستوياتها منذ تسعينيات القرن العشرين، حيث تم تسجيل أقل من 100 ألف ولادة في يونيو/حزيران 2024 – وهو أدنى رقم شهري في تاريخ روسيا.

وفي الوقت نفسه، خلفت الحرب خسائر فادحة في الأرواح بين السكان. فقد قُتل أكثر من 200 ألف جندي، وأصيب 500 ألف آخرين. وفر ما لا يقل عن 650 ألف شاب من البلاد، الأمر الذي أدى إلى استنزاف القوى العاملة.

ويتفاقم التأثير الديموغرافي بسبب تفاقم التفاوتات الإقليمية.

ولقد عانت المناطق الأكثر فقراً مثل بورياتيا وبيلغورود، حيث جُنِّد أو قُتل العديد من الرجال، من آثار الحرب على نحو غير متناسب. ولقد شهدت هذه المناطق انتعاشاً اقتصادياً قصير الأجل نتيجة للإنفاق العسكري، مع ارتفاع الدخول بسبب الحوافز التي تقدمها الحكومة لتجنيد الرجال.

وعلى النقيض من ذلك، تواجه المدن الأكثر ثراءً مثل موسكو وسانت بطرسبرغ، رغم حمايتها من الخسائر الجماعية، ضغوطاً اقتصادية ناجمة عن العقوبات وتقليص القدرة على الوصول إلى السلع الغربية. وتؤدي هذه الفوارق إلى تفتيت التماسك الاجتماعي في البلاد.

كما تتصاعد التوترات الاجتماعية. فالعديد من الروس مترددون في اتخاذ موقف موحد بشأن الحرب، فلا يؤيدونها بالكامل ولا يعارضونها علناً. والواقع أن المعارضة العلنية نادرة في ظل سيطرة الحكومة، ولكن الإحباطات الخاصة تتفاقم.

ومع استمرار الحرب، فإن هذه الانقسامات الديموغرافية والاجتماعية قد تتعمق أكثر، مما قد يخلق صراعا داخليا يوازي الصراع الخارجي.

التكيف أم الانحدار؟

Copy link to section

لقد أظهر اقتصاد الحرب في روسيا قدرة ملحوظة على التكيف مع الضغوط. فقد طورت الشركات حلولاً للالتفاف على العقوبات، باستخدام العملات المشفرة، والمقايضة، والتداول بالعملات البديلة.

لقد أدى الإنفاق العسكري إلى تعزيز الاقتصاد على المدى القصير، كما شهدت المناطق الأكثر فقراً تحسناً في مستويات المعيشة.

ولكن هذه القدرة على التكيف لها حدود. فالاقتصاد أصبح يعتمد بشكل متزايد على الصناعات المرتبطة بالحرب، الأمر الذي أدى إلى ركود القطاعات الأخرى.

إن العزلة عن الأسواق العالمية تخنق الإبداع وتقلل من الإنتاجية. ويحذر المحللون من أن المسار الحالي غير مستدام. فالتضخم المستمر، والانحدار الديموغرافي، ونقص العمالة، كلها عوامل تخلق عاصفة مثالية من التحديات.

طريق ضيق للأمام

Copy link to section

إن الاقتصاد الحربي الروسي لا ينهار، لكنه يسير على حبل مشدود.

وتواجه الحكومة خيارات صعبة: فإما أن تواصل الإنفاق العسكري المرتفع وتخاطر بالتعرض لتضخم جامح، أو أن تقلص الإنفاق وتواجه التداعيات الاقتصادية.

ولكن أياً من المسارين ينطوي على مخاطر كبيرة. والسؤال الآن ليس ما إذا كان الاقتصاد الروسي قادراً على البقاء على قيد الحياة في الأمد القريب، بل إلى متى قد يتمكن من الحفاظ على هذا التوازن الدقيق. وفي غياب الإصلاحات الحقيقية فإن الشقوق في النظام سوف تتسع وتكبر.

تمت ترجمة هذا المقال من اللغة الإنجليزية بمساعدة أدوات الذكاء الاصطناعي، ثم تمت مراجعته وتحريره بواسطة مترجم محلي.