
التكاليف الخفية للحرب الروسية: هل وقف إطلاق النار هو الخيار الوحيد؟
كيف تدفع الديون المتراكمة ونضوب الاحتياطيات الاقتصاد الروسي إلى حافة الهاوية
- ومن المتوقع أن تنفد احتياطيات روسيا من النفط الخام بحلول خريف عام 2025، مما يؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار الاقتصادي.
- إن ديون الحرب الخفية والإنفاق الدفاعي المرتفع يدفعان الاقتصاد نحو الانهيار.
- العقوبات والتضخم وأسعار الفائدة المرتفعة تهدد قدرة روسيا على استدامة الصراع.
أصبحت نقاط الضعف في الاقتصاد الحربي الروسي واضحة بشكل متزايد.
وعلى الرغم من مزاعم الرئيس فلاديمير بوتن بالقدرة على الصمود، فإن الواقع هو أن التضخم في ارتفاع، والاحتياطيات تتضاءل، والمطالب المالية الناجمة عن الصراع الدائر في أوكرانيا تتزايد.
وتشير التوقعات إلى أن الاحتياطيات السائلة قد تنضب بحلول خريف عام 2025، مما دفع بعض خبراء الاقتصاد إلى اقتراح أن وقف إطلاق النار قد يكون الخيار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق الاستقرار في مالية البلاد وتجنب أزمة اقتصادية أعمق.
ومع ظهور الأرقام الحقيقية، فإنها تكشف عن أمة تعاني من ضغوط هائلة وعلى حافة الانهيار المالي.
كيف تمول روسيا الحرب؟
Copy link to sectionلقد اعتمدت روسيا استراتيجية ذات مسارين لتمويل جهودها الحربية، وهي استراتيجية تخفي التكلفة الحقيقية للصراع.
ويتم الكشف عن ميزانية الدفاع الرسمية – والتي تم تحديدها بنسبة 6.3% من الناتج المحلي الإجمالي – علناً لتقديم صورة عن الانضباط المالي.
ولكن القصة الحقيقية تتلخص في آلية تمويل خفية خارج الميزانية. فبموجب القوانين التي تم تمريرها بهدوء بعد فترة وجيزة من الغزو، تُرغَم البنوك الروسية على إصدار قروض تفضيلية لمقاولي الدفاع بأمر من الدولة، بغض النظر عن الجدارة الائتمانية للمقاولين.
لقد أدت هذه الطريقة إلى زيادة مذهلة بنسبة 71٪ في ديون الشركات ، والتي بلغت 415 مليار دولار، مع توجيه ما يقدر بنحو 210-250 مليار دولار مباشرة إلى الأنشطة المرتبطة بالحرب.
ويسلط هذا الدين المخفي الضوء على اعتماد الكرملين على الإكراه الاقتصادي لتمويل طموحاته العسكرية، مما يعرض الاستقرار المالي الشامل وأزمة الائتمان الشاملة للخطر في هذه العملية.
ورغم أن هذه الاستراتيجية سمحت لموسكو بالحفاظ على الإنفاق العسكري المرتفع دون إثارة قلق المراقبين ومواطنيها، فإنها تسببت في عواقب اقتصادية كبيرة.
وتشير التقارير إلى أن روسيا تجاوزت بالفعل ميزانيتها العسكرية المخطط لها لعام 2024 بنحو 3 تريليون روبل (أو 28 مليار دولار).
ارتفع معدل التضخم إلى ما يزيد عن 9%، ورفع البنك المركزي الروسي أسعار الفائدة إلى 21%، مما خلق ضغوطا مالية على الشركات خارج اقتصاد الحرب.
هل بدأت احتياطيات روسيا في النفاد؟
Copy link to sectionلقد تم استنزاف شبكة الأمان المالي في روسيا، صندوق الثروة الوطني، إلى مستويات خطيرة.
انخفضت الأصول السائلة من 117 مليار دولار في عام 2021 إلى 31 مليار دولار بحلول أواخر عام 2024 ، بسبب المطالب المالية الهائلة للحرب والحاجة إلى دعم الاقتصاد الذي أصابه الشلل بسبب العقوبات.

وتتجه احتياطيات الصندوق الآن إلى النضوب الكامل بحلول الربع الثالث من عام 2025. ويتفاقم هذا النضوب بسبب انخفاض عائدات التصدير. وفي حين ظلت مبيعات الطاقة ثابتة في عام 2024، فإن تشديد العقوبات وانخفاض أسعار النفط أدى إلى تآكل قيمتها.
وقد أدى انخفاض قيمة الروبل من 34 روبل للدولار في عام 2013 إلى 103 روبل اليوم إلى تفاقم التضخم وتقليص القدرة الشرائية للأسر الروسية.
هل يستطيع الاقتصاد الروسي تحمل الإنفاق العسكري؟
Copy link to sectionإن الإنفاق الدفاعي يشكل الآن ثلث ميزانية روسيا. وقد أدى هذا التركيز على المجهود الحربي إلى خلق تشوهات اقتصادية كبيرة، مثل نقص العمالة وارتفاع تكاليف الائتمان إلى مستويات غير مسبوقة.
لقد أدى التعبئة والهجرة إلى استنزاف القوى العاملة، مما جعل الصناعات تكافح من أجل الاستمرار في العمل.
وفي الوقت نفسه، تعاني الشركات خارج قطاع الدفاع من تكاليف الاقتراض المرتفعة، حيث تتأرجح بعض الشركات الكبرى على شفا الإفلاس.
على سبيل المثال، شهدت شركات تطوير العقارات مثل ساموليت وPIK انخفاضًا في المبيعات بنسبة 50% بعد انتهاء دعم الرهن العقاري.
كما عانت الصناعة التحويلية من العقوبات الغربية على التكنولوجيا، حيث لم يتم إكمال سوى 7 طائرات من أصل 108 طائرات مخطط لها منذ عام 2022.
ينتشر الضغط على الاقتصاد بأكمله، مما يثير المخاوف من أزمة مالية أوسع نطاقا.
ما هو عامل العقوبات؟
Copy link to sectionلقد أدت العقوبات الغربية إلى تفاقم التحديات التي تواجه روسيا. فقد أدت التدابير التي تستهدف عائدات النفط والغاز، وواردات التكنولوجيا، والمعاملات المالية إلى تآكل الأسس الاقتصادية للبلاد.
ورغم أن روسيا نجحت في التحايل على بعض العقوبات من خلال آليات مثل “الأسطول الظلي” من ناقلات النفط، فإن التأثير الإجمالي لا يمكن إنكاره.
وتضيف حزمة العقوبات الأخيرة من إدارة بايدن المنتهية ولايتها وتهديدات الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية أعلى إلى الضغوط.
وتهدف هذه الإجراءات إلى إضعاف قدرة روسيا على تمويل حربها وإجبارها على التفاوض.
منذ توليه منصبه، اتخذ ترامب موقفا صارما ضد بوتن ، مؤكدا أن بوتن “يدمر روسيا” ويجب عليه التوصل بسرعة إلى اتفاق لإنهاء الصراع.
ومع ذلك، أعرب فلاديمير بوتن مؤخرا عن استعداده للقاء الرئيس الأميركي ، لكن قراره يعتمد إلى حد كبير على نهج الإدارة الأميركية.
ما هي التوقعات لعام 2025؟
Copy link to sectionانقسم خبراء الاقتصاد حول المدة التي تستطيع فيها روسيا الحفاظ على مسارها الحالي. ويزعم المتفائلون أن الإنفاق الدفاعي المرتفع، على الرغم من تكلفته الباهظة، يمكن إدارته لبضع سنوات أخرى.
لكن المتشككين يشيرون إلى اختلالات متزايدة، مثل الديون السامة في النظام المصرفي والاعتماد غير المستدام على الاقتراض المحلي.
لقد أصبح إحباط الرئيس بوتن إزاء الوضع الاقتصادي واضحا. ففي ديسمبر/كانون الأول 2024، انتقد المسؤولين بسبب تراجع الاستثمار الخاص، كاشفا عن مخاوفه بشأن مسار الاقتصاد.
ولكن خياراته محدودة. فزيادة الضرائب أو خفض الإنفاق قد يؤديان إلى إثارة الاضطرابات الداخلية، في حين أن الاستمرار في الاقتراض قد يؤدي إلى أزمة ائتمانية.
وبالنسبة لأوكرانيا وحلفائها، قد يُنظَر إلى هذه الهشاشة الاقتصادية باعتبارها فرصة. ومن الممكن أن تجبر استراتيجية منسقة جيداً للمساعدات العسكرية، وتطبيق العقوبات، والضغوط الدبلوماسية، موسكو على التفكير في وقف إطلاق النار.
ولكن أي اتفاق سوف يعتمد على مفاوضات معقدة، مع مطالبة أوكرانيا بضمانات أمنية قوية ورفضها التنازل عن الأراضي المحتلة.
هل يمكن لوقف إطلاق النار أن ينقذ الاقتصاد الروسي حقا؟
Copy link to sectionإن وقف إطلاق النار قد يخفف مؤقتاً من الضغوط الاقتصادية المتصاعدة التي تواجهها روسيا. وقد يستقر التضخم، وقد تنخفض أسعار الفائدة، وقد يتوقف استنزاف الاحتياطيات بشكل مثير للقلق. ومن الممكن أن تساعد هذه الهدنة القصيرة الأمد الشركات على استعادة موطئ قدمها وتجنب الانهيار المالي.
ولكن المسار الطويل الأجل أكثر غموضاً. فالتعافي يتوقف على رفع العقوبات ــ وهي الخطوة التي ربطتها الدول الغربية بتقديم تنازلات كبيرة، مثل التعويضات والاعتراف بسلامة أراضي أوكرانيا. وفي غياب مثل هذه الاتفاقات، يظل الاقتصاد الروسي على حافة السكين، حيث يلوح خطر الانهيار المالي الأوسع نطاقاً في الأفق.
وأوضح الزعماء الغربيون أن تخفيف العقوبات لن يأتي إلا كجزء من اتفاق سلام شامل، بما في ذلك التعويضات وضمانات سيادة أوكرانيا.
ويصر بوتن نفسه على أن روسيا قادرة على القتال إلى أجل غير مسمى، ولكن الضغوط الاقتصادية المتصاعدة قد تجبره على ذلك. فالصراع المطول لا يهدد بالانهيار المالي فحسب، بل ويهدد أيضاً بتآكل الدعم الشعبي مع انحدار مستويات المعيشة.
مع حلول عام 2025، فإن الاختيارات التي اتخذتها موسكو وكييف وواشنطن سوف تقرر ما إذا كان هذا الصراع الوحشي سوف يقترب من نهايته أو أن روسيا سوف تستنفد ما تبقى من قوتها.
تمت ترجمة هذا المقال من اللغة الإنجليزية بمساعدة أدوات الذكاء الاصطناعي، ثم تمت مراجعته وتحريره بواسطة مترجم محلي.