أسعار النحاس في حالة من الشد والجذب بين التعريفات الجمركية والتوترات الاقتصادية

تشهد أسعار النحاس انتعاشًا مع رد فعل السوق على الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب بشأن واردات المعدن. وفي حين أنه من غير المؤكد ما إذا كان الرئيس سيفرض هذه الرسوم، ومتى، وبأي حجم، فإن تجار السلع الأساسية يغتنمون هذه الفرصة لتأمين الأرباح.

إن التسرع في شحن وتجميع المعدن الأحمر يمنح الثيران فرصة لإعادة اختبار أعلى مستوى في تسعة أشهر والذي سجل في منتصف فبراير 2025. ومع ذلك، يشعر المشاركون في السوق بالقلق من أن التعريفات الجمركية العدوانية قد تعيد توجيه تدفقات التجارة بدلاً من تحقيق إيرادات أعلى.

بالإضافة إلى مخاوف التعريفات الجمركية، ساهم تخفيف قيمة الدولار الأمريكي في دعم أسعار النحاس. ومع ذلك، لا تزال حالة عدم اليقين الاقتصادي تحد من مكاسبها.

مخاوف التعريفات الجمركية تدعم أسعار النحاس فوق منطقة الدعم الحاسمة

حتى قبل دخوله المكتب البيضاوي في فترة ولايته الرئاسية الثانية، هدد ترامب باستمرار بفرض رسوم جمركية باهظة على مختلف الواردات الأميركية بما في ذلك تلك القادمة من كندا والمكسيك والصين. ومنذ تنصيبه، نفذ بعض هذه التهديدات؛ وهي الخطوة التي جعلت المستثمرين في مختلف الأسواق المالية يشعرون بالقلق إزاء الانتقام المحتمل وتأثيره على الاقتصاد.

في الجولة الأخيرة من الحرب التجارية، أمر الرئيس الأمريكي وزارة التجارة بالتحقيق في واردات البلاد من النحاس لأسباب تتعلق بالأمن القومي. ووفقًا لبعض المسؤولين الحكوميين، فإن الإغراق أثر سلبًا على إنتاج النحاس في الولايات المتحدة؛ مما جعل العناصر الأساسية مثل أنظمة الأسلحة تعتمد على الواردات.

وعلاوة على ذلك، ووفقاً لوزير التجارة هوارد لوتنيك، فإن صناعة النحاس في البلاد “تعرضت للدمار بسبب مهاجمة الجهات الفاعلة العالمية لإنتاجنا المحلي. ومن الممكن أن تساعد الرسوم الجمركية في إعادة بناء صناعة النحاس لدينا، إذا لزم الأمر، وتعزيز دفاعنا الوطني”.

وإذا توصل التحقيق إلى أي شكل من أشكال الإغراق، فمن المرجح أن تفرض إدارة ترامب حصصًا أو رسومًا جمركية بين تدابير أخرى. ويأتي هذا بعد أسبوعين تقريبًا من إعلانه إعادة فرض الرسوم الجمركية البالغة 25% على الصلب لعام 2018 بالإضافة إلى زيادة الرسوم على الألومنيوم بنسبة 15% اعتبارًا من مارس/آذار.

ورغم أن الولايات المتحدة لا تزال من أهم منتجي النحاس، فإن الواردات تشكل ما يقرب من 40% من استهلاكها. وتعد تشيلي وكندا والمكسيك من أهم مصادرها، حيث تستحوذ على 38% و28% و8% من وارداتها من النحاس على التوالي.

ردًا على الأمر التنفيذي، ارتفع سعر النحاس في بورصة كومكس إلى أعلى مستوى له في أسبوعين بعد أن هبط إلى ما دون منطقة الدعم الحاسمة عند 4.50 دولار للرطل في الجلسة السابقة. ومع اندفاع تجار السلع الأساسية إلى شحن المعدن الأحمر من أماكن بعيدة مثل آسيا، فقد ترتفع الأسعار أكثر في الأمد القريب.

عدم اليقين الاقتصادي يحد من مكاسب أسعار النحاس

في حين يظل سوق النحاس صاعدًا، فإن المخاوف بشأن صحة الاقتصاد من شأنها أن تضع حدًا لمكاسبها. فبالإضافة إلى مكانته كمعادن صناعية، يُعتبر النحاس مقياسًا لصحة الاقتصاد.

أظهرت البيانات الصادرة في وقت سابق من الأسبوع أن ثقة المستهلك انخفضت في فبراير بأسرع معدل لها في 3.5 سنوات. وتشعر الأسواق المالية بالقلق من أن سياسات ترامب التجارية قد تؤدي إلى التضخم.

ونتيجة لذلك، يتدفق المزيد من المستثمرين على سندات الخزانة؛ مما أدى إلى انخفاض عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى لها منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول 2024. ويؤثر انخفاض عوائد سندات الخزانة على الدولار الأميركي؛ وهو الجانب الذي قدم بعض الدعم لسعر النحاس. وعلى غرار الأصول الأخرى المقومة بالدولار، فإن ضعف الدولار يجعل النحاس أقل تكلفة لحاملي العملات الأجنبية.

كما سيراقب المشاركون في السوق بيانات مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصيني الصادر عن مؤسسة كايكسين في الجلسات المقبلة. وإذا ظلت الأرقام ثابتة فوق مستوى 50، فقد يجد سعر النحاس الدعم في ظل التفاؤل المتزايد بشأن الطلب الصيني.

اقرأ المزيد: توقعات أسعار النحاس مع اتساق العوامل الفنية والأساسية

تحليل سعر النحاس

يكشف الرسم البياني اليومي أن سعر النحاس بلغ ذروته عند 4.87 دولار هذا الشهر ثم تراجع إلى 4.55 دولار. ويظل أعلى من الجانب العلوي لنمط المثلث المتماثل ومتوسط التحرك لمدة 50 يومًا.

كما شكّل النحاس ما يشبه مخطط إسفين هابط وعلم صعودي. وبالتالي، من المرجح أن ينخفض السعر ويعيد اختبار نمط المثلث ثم يستأنف الاتجاه الصعودي. وسيكون الهدف الأولي الذي يجب مراقبته عند 4.87 دولار. وسوف يشير التحرك فوق هذا المستوى إلى المزيد من المكاسب، ربما إلى أعلى مستوى سجله العام الماضي عند 5.20 دولار.