تشيلي تدافع عن صادراتها من النحاس في ظل تحقيقات الرسوم الجمركية الأميركية

وفي رسالة مؤرخة 31 مارس/آذار إلى وزارة التجارة الأميركية، حددت الحكومة التشيلية موقفها المناهض للرسوم الجمركية، مؤكدة على أهمية العلاقات التجارية بين البلدين.

وقد تم نشر هذه المراسلات مؤخرا على موقع فيدرالي أمريكي، لتكشف عن رسالة واضحة من سفير تشيلي في واشنطن، خوان فالديز، وفقا لتقرير وكالة رويترز.

وأضاف أن “واردات النحاس من تشيلي تساهم في أمن سلسلة التوريد للولايات المتحدة ولا تمثل أي خطر على مصالح أمنها القومي”، مؤكدا على الدور المهم الذي يلعبه النحاس التشيلي في شبكات التوريد الأميركية.

التحقيقات والآثار الاقتصادية

وتأتي هذه الرسالة الدبلوماسية على خلفية التحقيق الذي فتحته إدارة ترامب في فبراير/شباط لمكافحة نفوذ الصين المتزايد في سوق النحاس الدولية.

يندرج التحقيق تحت المادة ٢٣٢، التي تسمح للولايات المتحدة بتحديد ما إذا كانت الواردات تُشكل تهديدًا للأمن القومي. ويجب إكمال الإجراء خلال ٢٧٠ يومًا من بدء التحقيق.

ومع ذلك، فإن الإفصاح المحدود عن النتائج ترك اللاعبين الدوليين، بما في ذلك تشيلي، في حالة من الغموض.

تعتبر تشيلي حاليا أكبر منتج للنحاس في العالم.

أصوات من القطاع الخاص

وفي معرض حديثها عن العواقب المحتملة المترتبة على تطبيق الرسوم الجمركية على النحاس التشيلي، أعربت باولا استيفيز، الرئيسة التنفيذية لغرفة التجارة الأميركية في تشيلي، عن معارضتها الشديدة لهذه الفكرة.

وأكدت رسالة استيفيز، التي صدرت في نفس يوم رسالة السفير فالديز، على الفوائد الاقتصادية والأمنية المترتبة على الحفاظ على سياسة استيراد النحاس التشيلي معفاة من الرسوم الجمركية.

وكتب استيفيز في الرسالة: “إن ساحة اللعب متساوية، والرسوم الجمركية على النحاس التشيلي لن تؤدي إلا إلى جعل صادرات النحاس التشيلية أكثر جاذبية للصين، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى إضعاف المصالح الاقتصادية والأمنية للولايات المتحدة”.

وتشير هذه التوقعات بشأن التداعيات الاقتصادية إلى أن التعريفات الجمركية قد تعرض في نهاية المطاف مصالح الولايات المتحدة للخطر من خلال إجبار الصادرات التشيلية على التوجه إلى أسواق أخرى، وخاصة الصين، مما يقوض الفوائد الاقتصادية المترتبة على علاقة تجارية قوية بين الولايات المتحدة وتشيلي.

التداعيات على الأمن القومي الأمريكي

إن الحجة القائلة بأن واردات النحاس التشيلية تشكل خطراً على الأمن القومي الأميركي تشكل قضية مثيرة للجدل، خاصة في ضوء الفوائد المتبادلة التي استشهد بها كل من الحكومة التشيلية وممثلي الصناعة.

إن الإمدادات المستمرة من النحاس من تشيلي تسمح للولايات المتحدة بالحفاظ على مصدر آمن وموثوق به لهذا المعدن المحوري، والذي يعد أمرًا بالغ الأهمية لمجموعة متنوعة من الصناعات مثل الإلكترونيات والبناء والطاقة المتجددة.

وبينما يتعامل أصحاب المصلحة في كلا البلدين مع التغيرات المتوقعة في ديناميكيات التجارة، فمن المؤكد أن المحاولات الدبلوماسية لتسليط الضوء على أهمية صادرات النحاس التشيلية سوف تزداد.

إن المخاطر عالية – اقتصاديا وسياسيا – في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تقليل الاعتماد على الموردين الأجانب الذين يشكلون تهديدات أمنية مع الحفاظ على حقائق شراكاتها التجارية القائمة.