النظام الاقتصادي الجديد في الشرق الأوسط: من الرابح ومن الخاسر؟

التحول الجديد في موازين القوة في الشرق الأوسط: التجارة والاستثمار وتراجع التحالفات القديمة

Written by
Translated by
Written on Feb 5, 2025
Reading time 1 minutes
  • يضعف نفوذ إيران مع توسع دول الخليج في قوتها الاقتصادية والسياسية.
  • يساهم ممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا في إعادة تشكيل التجارة، حيث يشكل تحديًا للطرق التقليدية مثل قناة السويس.
  • إن الاستقرار هو الذي سيحدد ما إذا كانت المنطقة ستصبح مركزاً للتجارة العالمية أم ستواجه انتكاسات.

إن الشرق الأوسط يعاد تشكيله، ليس بالحرب، بل بالمال والنفوذ.

ومع ضعف قبضة إيران، تتدخل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا، باستخدام الاستثمار بدلاً من الأيديولوجية لتوسيع نفوذها.

وفي الوقت نفسه، تعمل مشاريع ضخمة مثل الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا على إعادة رسم طرق التجارة العالمية، وتغيير التركيز الاقتصادي في المنطقة من النفط إلى البنية الأساسية والتكنولوجيا والتمويل.

لقد بدأت ديناميكيات القوة القديمة في التلاشي، وبدأ الشرق الأوسط الجديد يتشكل ــ شرق أوسط مدفوع بالمنافسة والاستثمار والتحالفات الاستراتيجية.

هل يتضاءل نفوذ إيران الاقتصادي؟

Copy link to section

على مدى عقود من الزمن، استخدمت إيران المال والدعم العسكري لبناء نفوذها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. فقد أرسلت الأموال إلى حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، ونظام بشار الأسد في سوريا.

إن هذه الشبكة تتفكك الآن. وكانت نقطة التحول الرئيسية هي سقوط الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024.

لقد أنفقت إيران مليارات الدولارات لإبقائه في السلطة، ولكن الآن ضاع هذا الاستثمار.

ويعاني حزب الله من صعوبات مالية، إذ لم يعد بوسع إيران إرسال الأموال عبر سوريا. كما تواجه حماس، التي أضعفتها الحرب، نقصاً في التمويل.

وفي الوقت نفسه، تتقلص عائدات النفط الإيرانية. وتجعل العقوبات من الصعب بيع النفط بشكل قانوني، ومع تعطيل الشبكات المالية الرئيسية، فإن البلاد تفتقر إلى الخيارات.

وصل الريال الإيراني مؤخرا إلى أدنى مستوى له على الإطلاق مقابل الدولار – وهي علامة على أن الاقتصاد يتعرض لضغوط شديدة.

لا تزال إيران تتمتع بنفوذ في اليمن من خلال الحوثيين، لكن قوتها الإقليمية أضعف بكثير مما كانت عليه قبل بضع سنوات فقط.

دول الخليج تتدخل كممولين جدد للمنطقة

Copy link to section

في ظل الصراع الذي تعيشه إيران، أصبحت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر الداعمين الماليين الرئيسيين للشرق الأوسط.

وقد قامت هذه البلدان بضخ الأموال في الاقتصادات المتعثرة في مختلف أنحاء المنطقة.

بين عامي 2021 و2022، قدموا 34 مليار دولار من القروض ، وهي زيادة حادة عن العامين السابقين.

إن نفوذهم لا ينمو من خلال الحرب، بل من خلال الاستثمار.

وبالإضافة إلى المساعدات الإقليمية، تستثمر دول الخليج أيضاً بشكل كبير في بنيتها التحتية.

ووقعت الإمارات العربية المتحدة مؤخرا صفقة سكك حديدية بقيمة 2.3 مليار دولار مع الأردن، في حين زادت المملكة العربية السعودية استثماراتها في السكك الحديدية إلى أكثر من 4 مليارات دولار كجزء من خطتها لرؤية 2030.

وتشكل هذه المشاريع جزءًا من جهد أوسع نطاقًا لتطوير الممرات التجارية، وتعزيز الاقتصادات الإقليمية، والاستعداد لمستقبل حيث لم يعد النفط المصدر الرئيسي للإيرادات.

وتراهن دول الخليج أيضا بشكل كبير على الطاقة الخضراء. فقد أصبحت الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر والتوسع الصناعي تشكل عناصر أساسية في استراتيجياتها الاقتصادية.

الهدف هو تنويع اقتصاداتهم ووضع أنفسهم كقادة عالميين في مجال الطاقة المتجددة.

هل يشكل ممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا طريق الحرير الجديد؟

Copy link to section

أحد أكبر المشاريع الاقتصادية الجارية حالياً في منطقة الشرق الأوسط هو الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، المعروف باسم IMEC.

تم الإعلان عن المشروع في عام 2023، ويهدف إلى ربط الهند وشبه الجزيرة العربية وأوروبا من خلال مجموعة من السكك الحديدية والموانئ والبنية الأساسية الرقمية.

وقد تم تصميمها كبديل لمبادرة الحزام والطريق الصينية، ويمكن أن تغير أنماط التجارة العالمية بشكل كبير.

يتكون الممر من ثلاثة مكونات رئيسية.

أولا، سيتم ربط الهند بالخليج عبر طريق بحري، مما يسمح بشحن البضائع بشكل أسرع وأكثر كفاءة.

ثانياً، سوف تربط شبكة السكك الحديدية جميع الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، مما يخلق نظام نقل سلس عبر شبه الجزيرة العربية.

وأخيرا، سوف يمر ممر بري شمالي عبر الأردن وإسرائيل، مما يوفر طريقا مباشرا إلى أوروبا.

وإذا نجح هذا المشروع، فإنه قد يحول منطقة الشرق الأوسط إلى مركز تجاري عالمي رئيسي، مما يقلل الاعتماد على طرق الشحن التقليدية مثل قناة السويس.

ومع ذلك، هناك عقبات كبيرة ينبغي التغلب عليها.

وقد أدت الحرب المستمرة في غزة والهجمات الحوثية المتكررة على ممرات الشحن في البحر الأحمر إلى إبطاء التقدم.

وتعارض إيران الممر، وترى فيه أداة لدمج إسرائيل في المنطقة وعزل طهران.

وأعربت تركيا أيضًا عن مخاوفها، حيث أصر الرئيس أردوغان على أنه لا يمكن إنشاء ممر دون مشاركة تركيا.

وتخشى مصر، التي تعتمد بشكل كبير على عائدات قناة السويس، من أن يقوم مشروع قناة السويس الجديد بتحويل حركة الملاحة بعيدا عن مياهها، مما يزيد من الضغوط على اقتصادها الهش.

ومع ذلك، ارتفعت التجارة بين الهند والإمارات العربية المتحدة بالفعل بنسبة 93% منذ عام 2022، مما يسلط الضوء على الطلب على طرق بديلة.

كيف يقع مكان الولايات المتحدة في كل هذا؟

Copy link to section

في البداية، دعمت الولايات المتحدة IMEC في عهد إدارة بايدن، حيث رأت فيها ثقلاً موازناً لنفوذ الصين في التجارة العالمية.

ومع ذلك، مع عودة دونالد ترامب إلى منصبه، أصبح الدور الأميركي في المشروع أقل تأكيدا.

وعلى النقيض من بايدن، الذي دفع بنشاط نحو التكامل الإقليمي، يبدو أن استراتيجية ترامب تركز على تفويض المزيد من المسؤولية للاعبين الإقليميين مع إبقاء التدخل الأمريكي المباشر في حده الأدنى.

ومن المتوقع أن يدعم ترامب المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل في قيادة المشروع مع الدفع نحو وقف إطلاق النار طويل الأمد في غزة ولبنان لضمان استقرار طرق التجارة.

وفي الوقت نفسه، من المرجح أن يزيد ترامب الضغوط على إيران لمنعها من تعطيل تطوير مشروع IMEC.

ورغم أن ترامب يتمتع بعلاقات قوية مع زعماء مثل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، فإن إدارته قد لا تعطي الأولوية لـIMEC بالنظر إلى القضايا العالمية الملحة الأخرى، بما في ذلك التوترات مع الصين والحرب الجارية في أوكرانيا.

وفي نهاية المطاف، سوف يعتمد نجاح مشروع الممر الاقتصادي الدولي بشكل أكبر على مدى قدرة دول الخليج والهند وأوروبا على العمل معا لبناء الممر والحفاظ عليه أكثر من اعتماده على القيادة الأميركية.

ما هو التالي في الشرق الأوسط؟

Copy link to section

إن القوة الاقتصادية في الشرق الأوسط تتغير. فالنفوذ الإيراني آخذ في التراجع، في حين تبرز دول الخليج باعتبارها القوى المالية المهيمنة في المنطقة.

وتسعى تركيا إلى لعب دور أكبر، ويمكن لـIMEC أن تحول التجارة العالمية إذا تمكنت من التغلب على التحديات السياسية والأمنية.

والسؤال الرئيسي هو ما إذا كانت المنطقة قادرة على الحفاظ على الاستقرار.

إذا استمرت الحروب في غزة ولبنان واليمن، فإن المشاريع الاقتصادية مثل IMEC سوف تواجه صعوبة في الانطلاق.

ومع ذلك، إذا استمر الشرق الأوسط في التحول من السياسة التي تحركها الصراعات إلى النمو الذي تحركه الاستثمارات، فقد يصبح قوة رئيسية في التجارة العالمية في العقود المقبلة.

إن التحول جار بالفعل. وما يتبقى هو معرفة ما إذا كان زعماء المنطقة قادرين على دعم هذا التحول.

تمت ترجمة هذا المقال من اللغة الإنجليزية بمساعدة أدوات الذكاء الاصطناعي، ثم تمت مراجعته وتحريره بواسطة مترجم محلي.