الذهب على استعداد لتسجيل ارتفاع قياسي بعد انتكاسة طفيفة إذا قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس: جولدمان ساكس

من المرجح أن يشهد الذهب انخفاضا قصير الأجل إذا قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس متواضع هذا الأسبوع، لكن محللي جولدمان ساكس يتوقعون أن يسجل المعدن الأصفر ارتفاعا قويا بعد ذلك بوقت قصير.

وبحسب مذكرة من المحللين لينا توماس ودان سترويفن في جولدمان ساكس، فإن الارتفاع سيكون مدفوعا بتدفقات متجددة إلى صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة المدعومة بالسبائك.

استقرت أسعار الذهب يوم الثلاثاء لتحوم قرب مستويات قياسية مرتفعة سجلتها في الجلسة السابقة، مع توقع الأسواق بداية دورة تخفيف في الولايات المتحدة، مع توقعات بأنها قد تبدأ بخفض كبير في أسعار الفائدة.

وبحلول الساعة 0020 بتوقيت جرينتش استقر سعر الذهب في المعاملات الفورية عند 2582.84 دولار للأوقية (الأونصة). وارتفع الذهب إلى مستوى قياسي مرتفع عند 2589.59 دولار يوم الاثنين. واستقرت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة أيضا عند 2609.90 دولار.

وأكد البنك توقعاته بأن أسعار الذهب سترتفع إلى 2700 دولار للأوقية بحلول أوائل عام 2024، وهو مستوى قياسي جديد.

ارتفاع أسعار الذهب مدعوم بتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة

كان الذهب أحد السلع الأفضل أداءً في عام 2023، حيث ارتفع بنحو 25% هذا العام وسجل أرقامًا قياسية جديدة مرارًا وتكرارًا.

تم دعم الاتجاه الصعودي للمعدن من خلال قيام البنوك المركزية بزيادة مشترياتها من الذهب وتوقع المتداولين لتحول بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو سياسة نقدية أكثر تيسيراً.

ومع ذلك، لا تزال الآراء بين المستثمرين منقسمة بشأن ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف ينفذ خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة أساس أو التخفيض الأكثر اعتدالا بمقدار 25 نقطة أساس والذي تتوقعه جولدمان ساكس.

المصدر: بلومبرج

وقال جولدمان ساكس: “إن تخفيضات أسعار الفائدة التي يقوم بها بنك الاحتياطي الفيدرالي على استعداد لإعادة رأس المال الغربي إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، وهو العنصر الغائب إلى حد كبير عن الارتفاع الحاد الذي شهده الذهب خلال العامين الماضيين”.

وفي حين أن خفضًا أصغر حجمًا قد يتسبب في انخفاض قصير الأجل في الأسعار، فإن المحللين يتوقعون أن تزيد حيازات صناديق الاستثمار المتداولة تدريجيًا مع استمرار بنك الاحتياطي الفيدرالي في دورة التيسير، مما يدعم ارتفاع الأسعار في الأمد الأطول.

انتعاش حيازات الصناديق المتداولة في البورصة لكنها لا تزال أقل من مستويات الجائحة

وشهدت حيازات صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب انتعاشا في الأشهر الأخيرة، بعد أن وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2019 في منتصف مايو/أيار، وفقا لبيانات بلومبرج.

وعلى الرغم من الارتفاع المستمر في أسعار الذهب، فإن إجمالي حيازات صناديق الاستثمار المتداولة لا تزال أقل بنسبة 25% من ذروتها خلال الوباء في عام 2020.

وأشار محللو جولدمان ساكس إلى أن “حيازات صناديق الاستثمار المتداولة لا تزيد إلا تدريجيا مع تخفيضات بنك الاحتياطي الفيدرالي، وبالتالي فإن هذا الارتفاع لم يتم تسعيره بالكامل بعد”.

وأشاروا أيضًا إلى أن التدفقات إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالسبائك الذهبية تعمل على تقليل العرض المادي من الذهب المتاح للسوق، مما يدعم بشكل أكبر ارتفاع الأسعار بمرور الوقت.

الفضة تتبع مكاسب الذهب

إلى جانب الذهب، كان سعر الفضة أيضًا في مسار صعودي ثابت. حيث ارتفع سعر الفضة الفوري نحو 31 دولارًا للأوقية وسجل اليوم السابع على التوالي من المكاسب، وهو أطول سلسلة مكاسب له منذ عام 2019.

وبينما ينتظر السوق قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض أسعار الفائدة، من المتوقع أن تظل أسعار الذهب بالقرب من مستوياتها المرتفعة الأخيرة، مع إمكانية تحقيق المزيد من المكاسب إذا تحققت التدفقات المتوقعة إلى صناديق الاستثمار المتداولة.