نتائج ماكدونالدز للربع الرابع: مبيعات الولايات المتحدة تشهد أكبر انخفاض منذ ما يقرب من خمس سنوات

أعلنت شركة ماكدونالدز عن انخفاض حاد في المبيعات المماثلة في الولايات المتحدة خلال الربع الرابع بنسبة 1.4%، وذلك بسبب خفض المستهلكين للإنفاق ومواجهة الشركة لتداعيات تفشي البكتيريا القولونية لفترة وجيزة.

ويمثل هذا أسوأ أداء لمبيعات ماكدونالدز في الولايات المتحدة منذ الأيام الأولى لجائحة كوفيد-19.

وكان المحللون يتوقعون انخفاضا أصغر بنسبة 0.4%، وفقا للتقديرات التي جمعتها LSEG.

ورغم ضعف المبيعات، ارتفعت أسهم ماكدونالدز بنسبة 2.1% في تعاملات ما قبل السوق.

وانخفضت زيارات العملاء بعد تفشي البكتيريا الإشريكية القولونية التي بدأت في 22 أكتوبر، مما دفع ماكدونالدز إلى إيقاف مبيعات الهامبرجر ربع باوندر مؤقتًا في حوالي 20% من مواقعها البالغ عددها 14 ألف موقع في الولايات المتحدة.

واختتمت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تحقيقاتها في 3 ديسمبر/كانون الأول، حيث أفادت بأن تفشي المرض أدى إلى إصابة مئات الأشخاص ووفاة شخص واحد على الأقل.

انخفاض أرباح ماكدونالدز ومحللون يحذرون من الاعتماد على الخصومات

أعلنت ماكدونالدز عن صافي دخل الربع الرابع بقيمة 2.02 مليار دولار، أو 2.80 دولار للسهم، بانخفاض من 2.04 مليار دولار في العام السابق.

بلغت الأرباح المعدلة للسهم 2.83 دولار، وهو ما يتماشى مع التقديرات.

بلغت الإيرادات في الربع الثالث 6.39 مليار دولار، وهو أقل بقليل من التوقعات البالغة 6.44 مليار دولار.

وأشارت الشركة إلى أنه على الرغم من أن حركة العملاء كانت إيجابية قليلاً، إلا أن رواد المطاعم أنفقوا أموالاً أقل في كل زيارة.

وكانت ماكدونالدز قد حاولت في السابق جذب المستهلكين المهتمين بالميزانية من خلال إطلاق وجبة بقيمة 5 دولارات في الصيف الماضي.

ورغم أن هذه الاستراتيجية نجحت في تعزيز المبيعات في البداية، حذر المحللون من أن الخصومات الكبيرة لا تنجح إلا إذا اشترى العملاء أيضاً سلعاً بأسعار كاملة.

أعرب المحللون عن قلقهم إزاء اعتماد ماكدونالدز المتزايد على الخصومات، والتي تمثل الآن أكثر من ثلث مبيعاتها.

وقال بيتر صالح المحلل في بي تي آي جي: “من وجهة نظرنا، فإن التحدي الذي تواجهه ماكدونالدز في الأشهر والأرباع المقبلة هو فطام العملاء عن هذه الخصومات الكبيرة”.

الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تخيبان الآمال؛ والشرق الأوسط واليابان يتفوقان

في حين واجهت ماكدونالدز صعوبات في سوقها المحلية، إلا أن أداء قطاعها الدولي كان أفضل.

سجلت المبيعات المماثلة في قسم أسواق الترخيص التنموية الدولية نمواً بنسبة 4.1%، متجاوزة توقعات المحللين بانخفاض بنسبة 0.43%.

وعوضت المبيعات القوية في اليابان والشرق الأوسط الأداء الأضعف في بريطانيا.

وعلى الرغم من عام مليء بالتحديات اتسم بالمقاطعات والتوترات الجيوسياسية، سجلت عمليات ماكدونالدز في الشرق الأوسط نمواً.

وعلى النقيض من ذلك، ظلت المبيعات في المملكة المتحدة راكدة، مما ساهم في زيادة المبيعات الدولية الإجمالية بنسبة 0.1% فقط.

وقالت الشركة أيضًا إن مبيعات المتاجر نفسها على مستوى العالم ارتفعت بنسبة 0.4%، وهو تحول مفاجئ مقارنة بتوقعات وول ستريت بانخفاض بنسبة 0.63%.

ماكدونالدز تتطلع إلى إنعاش النمو من خلال استراتيجية قيمة جديدة

ولتحسين المبيعات، كثفت ماكدونالدز جهودها التسويقية، حيث أنفقت 100 مليون دولار في هذا الربع.

كما أطلقت الشركة قائمة قيمة جديدة في يناير، بهدف استعادة العملاء المهتمين بالتكلفة والذين اختاروا تناول الطعام في المنزل وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

في حين ارتفعت أسهم ماكدونالدز بنحو 2% مقارنة بالعام الماضي، تواجه شركة الوجبات السريعة العملاقة تحديات مستمرة في السوق الأمريكية.

مع تأثير التضخم على الإنفاق الاستهلاكي وعروض الترويج التي تضغط على هوامش الربح، ستحتاج ماكدونالدز إلى تحقيق التوازن بين القدرة على تحمل التكاليف والربحية للحفاظ على زخمها في عام 2024.